بقلم المهندس/ طارق بدراوى
رمز الصداقة المصرية السوفيتية بمحافظة أسوان تم بناؤه لكي يجسد مدى التقارب المصرى السوفيتي وإبراز دور اﻹتحاد السوفيتي الفعال في إتمام بناء السد العالي وليكون شاهدا علي قوة ومتانة وعمق العﻻقات بين البلدين عندما تخلت الكثير من دول الغرب عن مصر من أجل تعطيل بناء السد العالي وعلي رأسها كانت الولايات المتحدة الأميريكية والتي أشاعت أن الإقتصاد المصرى لايمكنه تحمل التكاليف العالية لمشروع بناء السد العالي وأوعزت إلى البنك الدولي عدم تمويل المشروع لهذا السبب فكان أن وقف الأتحاد السوفيتي إلى جانب مصر في بناء هذا المشروع العملاق وساهم بالمال والخبرة والمعدات في إنشائه وبعد إستكمال بناء السد العالي قرر الجانبان المصرى والسوفيتي ضرورة بناء رمز يجسد هذا كله وأطلق عليه رمز الصداقة المصرية السوفيتية.
وجدير بالذكر أن العلاقات المصرية السوفيتية كانت في أوجها في فترة الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين الماضي ووقف الإتحاد السوفيتي إلى جانب مصر وقام بمدها بالسلاح اللازم الذى حاربت به في ملحمة العبور في السادس من أكتوبر عام 1973م وكانت بين الدولتين معاهدة صداقة مصرية سوفيتية إلا أن العلاقات بينهما قد شابها الفتور منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين الماضي وفي السنوات الأخيرة بدأت العلاقات تنمو وتزدهر تدريجيا مرة أخرى بين مصر وروسيا بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وفي العام الماضي 2015م تم توقيع إتفاقية بين الدولتين لتزويد مصر بأحدث وكافة الأسلحة الحديثة كما تم توقيع إتفاقية أخرى بخصوص إنشاء أول محطة نووية في مصر بمنطقة الضبعة بالساحل الشمالي الغربي بين الإسكندرية ومرسى مطروح كما زار الرئيس السوفيتي فلاديمير بوتين القاهرة منذ عدة شهور وقوبل بحفاوة بالغة وتم استقباله استقبالا رسميا يليق بضيف مصر الكبير بالقصر الجمهورى بالقبة وتعد روسيا حاليا أكبر سوق سياحي يفد منه السياح لزيارة مصر في جميع مقاصدها السياحية بالقاهرة والاقصر وأسوان والغردقة وجنوب سيناء وتعدى عدد السياح الروس عدد 2 مليون سائح سنويا
وفد تم طرح مسابقة بين المهندسين المعماريين لتصميم هذا الرمز وفاز بها المهندس المعمارى الروسي يورى أومليترشينكو والذى جاء تصميمه لهذا الرمز علي شكل 5 ورقات مثل زهرة اللوتس الفرعونية إشارة منه إلى حضارة الفراعنة القدماء الذين برعوا في أعمال بناء المعابد والمنشآت الضخمة كالأهرام وحيث تتفتح أوراق تلك الزهرة عند شروق الشمس وتأخذ شكل الرمز المشار إليه وتربطها من أعلى من الداخل حلقة دائرية Ring Beam وهي ضرورة هندسية من الناحية الإنشائية لربط أوراق زهرة اللوتس الخمسة وتجعلها قادرة علي مقاومة ضغط الرياح والزلازل وفي نفس الوقت تم تصميمها وتنفيذها بشكل جمالي أضفى رونقا جميلا علي هذا الرمز التذكاري الجميل.
وقامت شركة مصر ﻷعمال اﻷسمنت المسلح بتنفيذه في موقع تم إختياره بين معبد كﻻبشة الذى تم نقله علي جزيرة في بحيرة ناصر من ناحية الغرب وأمام جسم السد العالي وإكتمل البناء عام 1974م وقد تم إضاءة هذا الرمز حاليا وأزيلت مجموعة من اﻷشجار المحيطة به ليستطيع السائح مشاهدة معبد كﻻبشة وهو واقف أمامه ولذلك أصبح هذا النصب التذكارى من أهم المزارات السياحية في أسوان التي يحرص زوارها سواء من المصريين أو الأجانب علي زيارته إلي جانب المزارات اﻷخرى مثل معبد فيلة والمسلة الناقصة وجزيرة النباتات وقبر أغا خان.